-
مهاجر أصبح رمزاً للمقاومة الفرنسية ويدخل "مقبرة العظماء" في باريس...فمن هو؟
-
أصبح رمز المقاومة الفرنسية ضد النازية رغم أنه لا يحمل الجنسية الفرنسية
متابعات وترجمات
في حدث تاريخي استثنائي، دخل اليوم الأربعاء 21 شباط فبراير "ميساك مانوشيان"، البانثيون في باريس، ليصبح أول مهاجر غير فرنسي يُكرم في هذا المزار الوطني الفرنسي المخصص لـ "العظماء"، فمن هو هذا الشخص؟
ميساك مانوشيان شاعر وناشط الشيوعي أرمني عاش في فرنسا، وارتبط بثقافتها، وأصبح رمزاً من رموز المقاومة الأجنبية في فرنسا ضد الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية.
ولد عام 1906 لعائلة أرمنية في قرية أديامان التركية، وعاش طفولته في ذكرى المذبحة التي راح ضحيتها 200 ألف أرمني بين عامي 1894 و1896.
قضى والداه عندما كان طفلاً صغيراً بعمر التاسعة في الإبادة الجماعية للأرمن أثناء الإمبراطورية العثمانية، ثم انتقل للعيش مع شقيقه في دار أيتام مسيحية في لبنان.
هجرته ونضاله:
هاجر مانوشيان إلى فرنسا كلاجئ عام 1925، وعاش في مدينة مرسيليا حيث تعلّم مهنة النجارة والتحق بالجامعات العمالية التي أسستها نقابة CGT الفرنسية.
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، انضم مانوشيان إلى صفوف المقاومة الشيوعية الفرنسية، رافضاً الخضوع للاحتلال النازي، وأظهر حماسا وانضباطا كبيرين، ما جعله يتولى بسرعة منصب مندوب في الحزب الشيوعي الفرنسي.
أسس "مجموعة مانوشيان" التي ضمت 60 من مقاتلي المقاومة الأجانب، رجالاً ونساء، ونفذت المجموعة ما يقرب من 100 عملية مسلحة ضد النازيين في منطقة باريس.
ورغم الحيطة والحذر، إلا أن الشرطة الألمانية ألقت القبض عليه للمرة الأولى في العام 1939، وذلك قبل أيام قليلة من إصدار الإدارة النازية مرسوم 26 سبتمبر/أيلول 1939 القرار الذي يقضي بحل جميع المنظمات الشيوعية التي كانت تنشط في فرنسا.
خلال صيف وخريف عام 1943، نفذ ما يقرب من مائة عملية مسلحة في منطقة باريس، وتم تفكيك المجموعة في نوفمبر/تشرين الثاني 1943 وإعدام 22 من أعضائها، بما في ذلك ميساك مانوشيان، رمياً بالرصاص في مونت فاليريان، بالقرب من باريس، في 21 فبراير 1944
خلال محاكمته، وضعت الدعاية النازية ملصقًا في العاصمة الفرنسية عليه صور عشرة أعضاء من جماعة مانوشيان، على خلفية حمراء، يندد بـ "جيش الجريمة" بهدف إثارة الرأي العام الفرنسي ضد من وصفهم المحتل النازي بالمخربين الأجانب، ولكن ما عرف باسم "الملصق الأحمر" "L'Affiche rouge" ، أدى لنتيجة عكسية، إذ نبه الفرنسيين إلى مجموعات المقاومة من الأجانب المهاجرين الذين حاربوا إلى جانبهم ضد الاحتلال النازي، وألهم "الملصق الأحمر" العديد من القصائد وظهر في عدة أفلام.
تكريم طال انتظاره
ويمثل دخول ميساك مانوشيان إلى البانثيون في باريس اليوم الأربعاء في 21 شباط/ فبراير 2024 بقرار من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تكريمًا طال انتظاره من قبل أحفاد مقاتلي المقاومة الشيوعية والأجنبية الذين أعدمهم النازيون قبل 80 عامًا وظلوا منسيين منذ زمن طويل.
لم يحصل مانوشيان على الجنسية الفرنسية التي طلبها مرتين، وبالتالي فإن دخوله إلى البانثيون، الذي تحمل واجهته الشعار القائل "عرفان الوطن للعظماء"، هو بمثابة تكريم لكل "المقاومة الشيوعية والأجنبية"، بحسب الإليزيه.
وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن دخول ميساك مانوشيان البانتيون "برفقة ميليني"، زوجته المتحدرة أيضا من أصل أرمني، والمقاومة مثله التي عاشت بعده 45 عاما. وبذلك يبقى الزوجان متحدين في الموت، لكن ميليني نفسها لن تكون من بين الشخصيات المدرجة على قائمة "العظماء" في البانتيون.